مع بداية شهر رمضان، ينطلق السباق الدرامي السنوي بين القنوات التلفزيونية التونسية، حيث تُعرض العديد من الأعمال الجديدة التي تهدف إلى جذب انتباه المشاهدين. رغم تنوع هذه الإنتاجات، تظل مشكلة التوقيت المتقارب لعرضها عائقًا كبيرًا، إذ يصبح من الصعب على الجمهور متابعة جميع المسلسلات في وقتها الأصلي.
بث دون إعادة.. سياسة لا تخدم المشاهد
على مدار السنوات الأخيرة، تبنت القنوات التونسية سياسة البث الحصري دون إعادة الحلقات، كما امتنعت عن تحميل إنتاجاتها على منصات مجانية مثل يوتيوب. الهدف من هذه السياسة هو دفع المشاهدين إلى متابعة العمل مباشرة على القناة، مما يزيد من نسب المشاهدة وبالتالي من عائدات الإعلانات. لكن هذه السياسة تتعارض مع تغير عادات الجمهور، الذي أصبح يفضل المشاهدة حسب الطلب بدلاً من الالتزام بمواعيد البث التقليدية.
المنصات الرقمية التابعة للقنوات التونسية: محاولات خجولة لمواكبة العصر
في السنوات الأخيرة، بدأت بعض القنوات التونسية التفكير في الحلول الرقمية. أطلقت قناة الحوار التونسي منصة سامي الفهري الخاصة بها، رغم البداية الصعبة والمشاكل التقنية التي واجهتها. إلا أن هذه المنصة توفر بديلاً محدودًا للمشاهدين لمتابعة الأعمال المعروضة على القناة. كما أطلقت قناة نسمة منصة Nessma Play التي تتيح للجمهور إعادة مشاهدة أعمالها.
ورغم هذه المحاولات المحدودة من بعض القنوات التونسية، لا يزال العديد منها متمسكًا بالأساليب التقليدية، مما يحد من خيارات المشاهدة الرقمية أمام الجمهور التونسي. تبرز تساؤلات حول سبب عدم توجه القنوات إلى منصات رقمية قائمة بالفعل، مثل Artify، التي تقدم خدمة بث رقمي وتنشط منذ سنوات. التوجه إلى هذه المنصات خيار منطقي وأقل تكلفة للقنوات، خاصة في ظل التحديات المالية التي قد تواجهها في إنشاء منصات رقمية خاصة بها. بدلاً من استثمار موارد كبيرة في بناء منصات جديدة قد تتطلب تكاليف ضخمة، يمكن للقنوات الاستفادة من حلول جاهزة توفر بثًا احترافيًا بأسعار أقل، مما يسهم في تقديم خيارات مرنة للمشاهد التونسي ويتيح له حرية متابعة المحتوى في الوقت الذي يناسبه.
'الزعيم' و'الفتنة'.. استثناء في ظل الواقع القائم
في هذا السياق، لا يزال المشاهد التونسي ينتظر معرفة ما إذا كان سيتمكن من متابعة الأعمال الدرامية هذا الموسم بمرونة أكبر. حتى الآن، المؤكد هو أن مسلسل 'الزعيم'، الذي سيبث عبر قناة 'تلفزة تي في'، سيكون متاحًا على منصة Artify، بينما سيتم عرض مسلسل 'الفتنة' عبر منصة سامي الفهري. أما بقية الإنتاجات، فلا يزال مصيرها غامضًا.
في غياب خيارات مشاهدة مرنة، يجد المشاهد التونسي نفسه أمام خيارين: إما القبول بالبث التقليدي الذي يفرض عليه توقيتات محددة، أو اللجوء إلى القرصنة لمتابعة الأعمال بجودة أقل. هذا الواقع يفتح المجال لتداول محتوى غير قانوني عبر الإنترنت، مما يعرض القنوات والمنتجين لخسائر كبيرة ويقلل من جودة تجربة المشاهد.
الفيديو: