لا يزال صدى أغنية "همس الموج" يتردد بقوة في وجدان الأجيال منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى اليوم، كواحدة من الروائع التي حفرت مكانتها في التاريخ الفني التونسي بفضل ألحانها الاستثنائية وأداء الفنانة **منية البجاوي** المبهر، التي جسّدت بالإحساس العالي روح الأغنية وجعلتها أيقونة خالدة .
رغم امتلاكها صوتاً جبّاراً وأداءً مميزاً يلامس الأعماق، اضطرت البجاوي إلى الابتعاد عن الساحة الفنية بسبب تحديات صحية قاسية، لكن إرثها ظلّ حياً كأحد الأعمدة التي أسست لمجد الأغنية التونسية . وما يزيد من إعجاب الجمهور بها تمسكها بمبادئها الفنية؛ إذ رفضت الغناء جالسةً على المسرح احتراماً لجمهورها، حتى عندما أنهكها المرض .
تعاني الفنانة منذ سنوات من أزمات صحية متعددة، بدءاً من إصابتها بفيروس كورونا الذي أثر على 70% من رئتيها ، مروراً بمشاكل في الغدة الدرقية ، ووصولاً إلى مرض السكري الذي زاد من تعقيد حالتها . وقد تطلبت حالتها نقلها إلى المستشفى العسكري بتونس عام 2021 لتلقي علاج مكثف ، حيث تدخلت نقابة الفنانين ووزارة الثقافة لتأمين رعايتها .
في ظل معاناتها، وجهت البجاوي رسالةً مؤثرة عبر برنامج "نجوم اليوم" انتقدت فيها تجاهلَ الجهات الثقافية لها خلال حياتها، قائلةً: "أرفض تكريمي بعد وفاتي" ، مما أثار تعاطفاً واسعاً مع قضيتها.
أطلق الفنان شمس الدين باشا مؤخراً نداءً عبر حسابه الشخصي للدعاء لها بالشفاء، كاشفاً عن تدهور حالتها الصحية مؤخراً وإلزامها الفراش لفترة طويلة، معبراً عن أمل الجميع في عودتها إلى النشاط الفني . كما تواصل زملاؤها في الوسط الفني، مثل نور شيبة ولطفي بوشناق، دعمها معنوياً .
الفيديو: