في 22 ديسمبر 2032، قد تشهد السماء حدثاً فلكياً نادراً يتمثل في اقتراب كويكب من الأرض، صنفته وكالات الفضاء الدولية كواحد من أخطر الأجسام القريبة من كوكبنا خلال العقود الماضية. ويُقدّر العلماء في "ناسا" أن احتمالية اصطدام هذا الكويكب، المُسمى "2024 YR4"، بالأرض تبلغ 3.1%، أي ما يعادل فرصة واحدة من بين 32 احتمالاً، وهي أعلى نسبة خطر تُسجل منذ تطوير أنظمة الرصد الحديثة.
يتراوح قطر الكويكب بين 40 و90 متراً، أي ما يعادل حجم تمثال الحرية في نيويورك، وتحمل صخوره الفضائية طاقة تدميرية هائلة تُقدر بـ 8 ميغا طن من مادة TNT، أي أقوى بـ500 مرة من القنبلة النووية التي دمرت هيروشيما. وفي حال اختراقه الغلاف الجوي، قد يُسبب دماراً يشمل مدينة كاملة أو يُحدث تسونامي مدمر إذا سقط قرب المناطق الساحلية.
رسمت ناسا خريطة لـ"ممر الخطر" المحتمل، والذي يمتد من سواحل أمريكا الجنوبية مروراً بالمحيط الهادئ وصولاً إلى إفريقيا وجنوب آسيا، حيث تُعد دول مثل فنزويلا، كولومبيا، الهند، باكستان، وإثيوبيا من بين المناطق الأكثر عرضة للتأثر، وفقاً لبيانات الدوران الأرضي المتغيرة.
لكن التاريخ يُقدم دروساً مطمئنة؛ ففي عام 2004، رُصد كويكب "أبوفيس" مع احتمال اصطدام بالأرض بلغ 2.7%، إلا أن مراقبته المستمرة قلصت الخطر إلى الصفر تقريباً. كما أن انفجار كويكب "تونغوسكا" فوق سيبيريا عام 1908 – والذي كان بنفس الحجم تقريباً – يدل على أن العواقب قد تكون كارثية، لكنها ليست "نهاية العالم".
يؤكد العلماء أن البيانات الحالية أولية، ومن المتوقع أن تتغير حسابات الخطر مع تطور أدوات الرصد، خاصة بعد استخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي في مارس 2025 لتحليل مسار الكويكب بدقة أعلى. كما تشير النجاحات الحديثة، مثل مهمة DART التي غيّرت مسار كويكب عام 2022، إلى إمكانية تطبيق تقنيات مشابهة لتحويل مسار "2024 YR4" إذا تطلب الأمر.
في غضون ذلك، تُطمئن الوكالات الفضائية الرأي العام بأن فرص الاصطدام لا تزال "منخفضة جداً"، مُشددة على أن أنظمة الإنذار المبكر ستمنح البشرية سنوات لإعداد حلول استباقية، سواء عبر تقنيات الدفاع الكوكبي أو خطط الطوارئ الأرضية. فالعلم، كما يقول الخبراء، يحوّل الخيال الكارثي إلى سيناريو قابل للإدارة.
الفيديو: